هذه المادّة الخام التي تستخرج من صرّة غزال المسك، ولها استخدامات كثيرة لخلطات العطور والأدهان الفاخرة, ويستخدمها النّساء (للطّهارة) ، إضافة لاستخدامها في طب الأعشاب .
عطريّاً
يعتبر المسك مسؤولاً عن تثبيت الأدهان و الخلطات لمدّة طويلة جداً. كما أنّه يعطيها زخم و فخامة و أصالة لما يتحلّى به تراب مسك الغزال بشذى ترابي، حيواني، حسّي، مما يؤدّي في نهاية المطاف الى إرساء توازن بين المكوّنات العطريّة الأخرى التي تدخل في تركيب الخلطة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ)
المسك مصدره حيواني ، فهو يستخرج أساساً من غدّة كيسيّة تتواجد في بطن ذَكر غزال المسك ، وهي عادةً ما تكون مغلّفة بمادة تشبه الشّعيرات .
يسكن أساساً غزال المسك في الجبال الكائنة في جنوب آسيا، خصوصاً في جبال “الهيمالايا” وجبال “التّبت” صعوداً نحو “سيبيريا”.
و تراب مسك الغزال الجيّد هو الرّطب الأسود المائل للحمرة كما في الصّورة .
تحذير :
هناك بعض ضعاف النّفوس يقومون بتصنيع تراب المسك (مقلّد) بنفس شكل الأصلي ،ويحقنون التّراب بدماء حيوانية أو زيوت عطريّة.
مما دفع بعض المختبرات الكيميائيّة لتصنيع مادّة كيميائيّة رائحتها تشبه رائحة المسك ، و للأسف الشديد تُباع في الاسواق على أنّها مسك الغزال الطبيعي .
هناك طرق عدة لاستخراج المسك. منها اصطياد هذا الحيوان وقتله من أجل استخراج هذه الغدّة من جوفه ، وبسبب ندرة هذا الفصيل و تعرّضه للانقراض تم سن العديد من القوانين والتّشريعات الدوليّة التي تحرّم صيده حفاظاً على ما تبقّى من غزال المسك ، ممّا أدّى الى ارتفاع مهول في أسعاره نظراً لصعوبة الحصول عليه و نظراً للجُرم الذي قد يرمي الصيّاد في الحبس الذي قد يصل الى السّجن المؤبّد في بعض البلدان .
لماذا يسمّى مسك الطّهارة ؟
حرصت نساء العرب منذ قديم الزّمان على استعمال هذه الروائح العطريّة أيضًا كوسيلة للتزيّن ، و امتد استعمال المسك ليشمل تعطير المنطقة الحسّاسة بعد الاستحمام، خصوصًا بعد انتهاء الدورة الشهريّة، وذلك رغبةً في التخلّص من أي روائح غير مرغوب فيها أو غير محببّة في هذه المنطقة ، لذلك سُمّي مسك الطّهارة .
كما عزّزت الثقافة الإسلامية هذا الشيء ..
عن عائشة رضس الله عنها, قالت امرأة سألت النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن غسلها من المحيض
فقال : (خذي فرصة من المسك فتطهرّي بها، قالت : كيف أتطهّر بها ؟، قال : تطهّري بها، قالت : كيف ؟، قال : سبحان الله ! تطهّري بها) فاجتبذتها إلي، فقلت تتبّعي بها أثر الدم).